
ما هو الميتافيرس؟
من الصعب حالياً تعريف الميتافيرس كونه لا يزال في أول مراحل تطويره. قد يتساءل البعض ألسنا نعيش بالفعل بالميتافيرس؟ حيث أننا منذ بداية الجائحة، أصبحت حياتنا وأعمالنا ودراستنا وتواصلنا مع الأصدقاء وحتى اجتماعات العمل تعقد إلكترونياً.
من الصعب حالياً تعريف الميتافيرس كونه لا يزال في أول مراحل تطويره. قد يتساءل البعض ألسنا نعيش بالفعل بالميتافيرس؟ حيث أننا منذ بداية الجائحة، أصبحت حياتنا وأعمالنا ودراستنا وتواصلنا مع الأصدقاء وحتى اجتماعات العمل تعقد إلكترونياً. إذاً الإجابة المختصرة هي نعم نحن تقريباً نعيش في الميتافيرس. لكن المصطلح الآن يشير إلى تجربة أكثر اندماجاً في عالم افتراضي يجمع بين تقنية الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) التي تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع جميع جوانب العالم الحقيقي بتنسيق افتراضي ثلاثي الأبعاد. بالنظر إلى أن هذا الميتافيرس لم يصبح حقيقياً بالكامل بعد، يمكننا توضيح فكرته بشكل أفضل من خلال استعراض تاريخ الفكرة والمشاريع الحالية التي لم تكتمل ولكنها على وشك.

كيف يبدو الميتافيرس؟
الميتافيرس هي كلمة تتكون من شقين الأول هو ميتا وتعني ما وراء الطبيعة ويونيفرس التي تعني الكون؛ إشارة إلى أن الميتافيرس نسخة رقمية من العالم الحقيقي. تم استخدام هذه العبارة لأول مرة من قبل نيل ستيفنسون في رواية الخيال العلمي التي تحمل عنوان تحطم الثلج. كما أظهر فيلم الخيال العلمي والمغامرة (ريدي بلاير ون) أكثر تصور دقيق للميتافيرس؛ بصرف النظر عن كونه مجرد فيلم إلا أنه يقرب فكرة الميتافيرس للجمهور حيث تستخدم البشرية بالفيلم برنامج واقع افتراضي يدعى "أويسس" للهرب من كآبة العالم الحقيقي.
ميتافيرس وألعاب الفيديو والـ NFT
تقدم ألعاب الفيديو متعددة اللاعبين مثل ماين كرافت وفورت نايت تجربة شبيهة جداً بالميتافيرس؛ حيث تسمح هذه الألعاب للمستخدمين بصنع شخصية مميزة تمثلهم، والتواصل مع لاعبين آخرين، أو حتى استضافة أحداث واقعية داخل اللعبة؛ على سبيل المثال قام المغني ترافيس سكوت بعمل جولة موسيقية داخل لعبة فورتنايت.
الميتافيرس الإجتماعي
لن يقتصر عالم الميتافيرس على الترفيه والألعاب. حيث أجبرت جائحة الكورونا أماكن العمل على استكشاف بدائل للتعلم والعمل عن بعد. يمكن أن يجعل الميتافيرس تجربة العمل عن بُعد أو التعلم عن بُعد أكثر تفاعلية من مجرد إجراء مكالمات على زوم أو الدردشة أو إرسال بريد إلكتروني. على سبيل المثال، يمكن لأماكن العمل تطوير مكاتب افتراضية ثلاثية الأبعاد حيث يمكن للأشخاص الدخول إلى الغرفة التي ستبدو كما لو كانوا في المقر الفعلي للشركة، ويمكن استغلال مزايا التكنولوجيا الرقمية لإضافة تفاصيل من المكتب الحقيقي على حسب ما يرغب الموظفون.
مقارنة بين الميتافيرس المركزي والميتافيرس اللامركزي
نظراً للحاجة إلى تقنية لبلوك تشين لجعل الميتافيرس حقيقة واقعية، هناك العديد من مشاريع البلوك تشيم الصغيرة والمشهورة والتي بدأت بتطوير نسختها الخاصة من الميتافيرس؛ على سبيل المثال منصة ساندبوكس (ساند) وديسنترا لاند (لاند). بالطبع، لا يمكننا التغاضي عن قيام فيسبوك بتغيير علامتها التجارية إلى "ميتا"، حيث أعلن مارك زوكربيرج أن ميتا ستتخذ خطوة أولية نحو إنشاء الميتافيرس الخاص بها. تمثل تجربة ميتا نقطة انطلاق لغيرها من عمالقة التواصل الإجتماعي في تحويل اهتمامها نحو خلق عالم افتراضي بالكامل. على الرغم من أن هذا يثير الجدل حول ما إذا كان الناس يفضلون بناء ميتافيرس مركزي أو لامركزي؛ إلا أنها برأينا قضية فلسفية يمكن مناقشتها في يوم آخر.
خلاصة القول
لا يوجد للآن ميتافيرس مطور بالكامل بعد، وليس من الواضح ما إذا كان سيكون هناك على الإطلاق ميتافيرس "متطور" بالكامل لاسيما وأن فكرته لم تتضح بشكل كامل. قد يتساءل البعض: هل يمكن أن يكون أن يكون الميتافيرس شبيهاً بتلك العوالم الإفتراضية التي نراها في أفلام الخيال العلمي؟ الإجابة عن هذا السؤال ستتضح بالأعوام القليلة القادمة. لكن في الوقت الحالي يمكننا الاستمتاع بتجارب الميتافيرس شبه المتطورة بينما نستعد للعيش فيها في المستقبل.